فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أم ترى هؤلاء الشركاء الذين اتخذوهم من دون الله، خلقوا مخلوقات كالتي خلقها الله. فتشابهت على القوم هذه المخلوقات وتلك، فلم يدروا أيها من خلق الله وأيها من خلق الشركاء؟ فهم معذورون إذن إن كان الأمر كذلك، في اتخاذ الشركاء، فلهم من صفات الله تلك القدرة على الخلق، التي بها يستحق المعبود العبادة؛ وبدونها لا تقوم شبهة في عدم استحقاقه!
وهو التهكم المر على القوم يرون كل شيء من خلق الله، ويرون هذه الآلهة المدعاة لم تخلق شيئًا، وما هي بخالقة شيئًا، إنما هي مخلوقة. وبعد هذا كله يعبدونها ويدينون لها في غير شبهة. وذلك أسخف وأحط ما تصل العقول إلى دركه من التفكير..
والتعقيب على هذا التهكم اللاذع، حيث لا معارضة ولا جدال، بعد هذا السؤال: {قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}.. فهي الوحدانية في الخلق، وهي الوحدانية في القهر أقصى درجات السلطان وهكذا تحاط قضية الشركاء في مطلعها بسجود من في السماوات والأرض وظلالهم طوعًا وكرهًا لله؛ وفي ختامها بالقهر الذي يخضع له كل شيء في الأرض أو في السماء.. وقد سبقته من قبل بروق ورعود وصواعق وتسبيح وتحميد عن خوف أو طمع.. فأين القلب الذي يصمد لهذا الهول، إلا أن يكون أعمى مطموسًا يعيش في الظلمات، حتى يأخذه الهلاك؟!
وقبل أن نغادر هذا الوادي نشير إلى التقابلات الملحوظة في طريقة الأداء. بين: {خوفًا وطمعًا} وبين البرق الخاطف والسحاب الثقال و: {الثقال} هنا، بعد إشارتها إلى الماء، تشارك في صفة التقابل مع البرق الخفيف الخاطف وبين تسبيح الرعد بحمده وتسبيح الملائكة من خيفته. وبين دعوة الحق ودعوة الجهد الضائع. وبين السماوات والأرض، وسجود من فيهن طوعًا وكرهًا. وبين الشخوص والظلال. وبين الغدو والآصال. وبين الأعمى والبصير. وبين الظلمات والنور. وبين الخالق القاهر والشركاء الذين لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا... وهكذا يمضي السياق على نهجه في دقة ملحوظة ولألاء باهر وتنسيق عجيب.
ثم نمضي مع السياق. يضرب مثلًا للحق والباطل. للدعوة الباقية والدعوة الذاهبة مع الريح. للخير الهادئ والشر المتنفج. والمثل المضروب هنا مظهر لقوة الله الواحد القهار. ولتدبير الخالق المدبر المقدر للأشياء. وهو من جنس المشاهد الطبيعية التي يمضي في جوها السياق.
{أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدًا رابيًا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}..
وإنزال الماء من السماء حتى تسيل به الوديان يتناسق مع جو البرق والرعد والسحاب الثقال في المشهد السابق؛ ويؤلف جانبًا من المشهد الكوني العام، الذي تجري في جوه قضايا السورة وموضوعاتها. وهو كذلك يشهد بقدرة الواحد القهار.. وأن تسيل هذه الأودية بقدرها، كل بحسبه، وكل بمقدار طاقته ومقدار حاجته يشهد بتدبير الخالق وتقديره لكل شيء.. وهي إحدى القضايا التي تعالجها السورة.. وليس هذا أو ذلك بعد إلا إطارًا للمثل الذي يريد الله ليضربه للناس من مشهود حياتهم الذي يمرون عليه دون انتباه.
إن الماء لينزل من السماء فتسيل به الأودية، وهو يلم في طريقه غثاء، فيطفو على وجهه في صورة الزبد حتى ليحجب الزبد الماء في بعض الأحيان. هذا الزبد نافش راب منتفخ.. ولكنه بعد غثاء. والماء من تحته سارب ساكن هادئ.. ولكنه هو الماء الذي يحمل الخير والحياة.. كذلك يقع في المعادن التي تذاب لتصاغ منها حلية كالذهب والفضة، أو آنية أو آلة نافعة للحياة كالحديد والرصاص، فإن الخبث يطفو وقد يحجب المعدن الأصيل. ولكنه بعدُ خبثٌ يذهب ويبقى المعدن في نقاء..
ذلك مثل الحق والباطل في هذه الحياة. فالباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابيًا طافيًا ولكنه بعدُ زبد أو خبث، ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحًا لا حقيقة له ولا تماسك فيه.
والحق يظل هادئًا ساكنًا. وربما يحسبه بعضهم قد انزوى أو غار أو ضاع أو مات. ولكنه هو الباقي في الأرض كالماء المحيي والمعدن الصريح، ينفع الناس،: {كذلك يضرب الله الأمثال} وكذلك يقرر مصائر الدعوات، ومصائر الاعتقادات. ومصائر الأعمال والأقوال. وهو الله الواحد القهار، المدبر للكون والحياة، العليم بالظاهر والباطن، والحق والباطل والباقي والزائل.
فمن استجاب لله فله الحسنى. والذين لم يستجيبوا له يلاقون من الهول ما يود أحدهم لو ملك ما في الأرض ومثله معه أن يفتدى به. وما هو بمفتد، إنما هو الحساب الذي يسوء، وإنما هي جهنم لهم مهاد. ويا لسوء المهاد!: {للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد}... ويتقابل الذين يستجيبون مع الذين لا يستجيبون. وتتقابل الحسنى مع سوء العذاب.. ومع جهنم وبئس المهاد.. على منهج السورة كلها وطريقتها المطردة في الأداء. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {للذين استجابوا لربهم الحسنى} قال: هي الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال: قال لي شهر بن حوشب رضي الله عنه: {سوء الحساب} أن لا يتجاوز له عن شيء.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو الشيخ، عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال: قال لي إبراهيم النخعي- رضي الله عنه-: يا فرقد، أتدري ما سوء الحساب؟ قلت: لا. قال: هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه قال: {سوء الحساب} أن يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في الآية قال: {سوء الحساب} المناقشة في الأعمال. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى}
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا}: فيه وجهان، أحدُهما: أنه متعلقٌ ب: {يَضْرِب} وبه بدأ الزمخشريُّ. قال: أي: كذلك يضرب الأمثالَ للمؤمنين الذين استجابوا، وللكافرين الذين لم يَسْتَجيبوا. والحُسْنى صفةٌ لمصدرِ: {استجابوا}، اي: استجابوا الاستجابةَ الحُسْنى. وقوله: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض} كلامٌ مبتدأٌ في ذِكْر ما أعَدَّ لغيرِ المستجيبين. قال الشيخ: والتفسيرُ الأولُ أَوْلى. يعني به أنَّ: {للذين} خبرٌ مقدَّم، و: {الحُسْنى} مبتدأ مؤخر كما سيأتي إيضاحُه.
قال: لأن فيه ضَرْبَ الأمثالِ غيرُ مقيَّدٍ بمثل هذين، واللهُ تعالى قد ضَرَبَ أمثالًا كثيرةً في هذين وفي غيرِهما، ولأنَّ فيه ذِكْرَ ثواب المستجيبين، بخلاف قولِ الزمخشريِّ، فكما ذَكَر ما لغير المستجيبين من العقابِ ذَكَر ما للمستجيبين من الثَّواب، ولأنَّ تقديرَه بالاستجابة الحُسْنَى مُشْعِرٌ بتقييدِ الاستجابة، ومقابلُها ليس نفيَ الاستجابةِ مطلقًا، إنما مقابلُها نفيُ الاستجابةِ الحسنى، واللهُ تعالى قد نفى الاستجابةِ مطلقًا، ولأنَّه على قولِه يكون قولُه: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض} مُفْلَتًا أو كالمُفْلَتِ؛ إذ يصير المعنى: كذلك يَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للمؤمنين وللكافرين لو أنَّ لهم ما في الأرض، فلو كان التركيبُ بحرفٍ رابطٍ: {لو} بما قبلَها زال التفلُّت، وأيضًا فيُوهِمُ الاشتراكَ في الضمير، وإن كان تخصيصُ ذلك بالكافرين معلومًا.
قلت: قوله لأنَّ فيه ضرْبَ الأمثال غيرُ مقيَّدٍ. ليس في قول الزمخشري ما يقتضي التقييدَ. وقوله: ولأنَّ فيه ذِكْرُ ثوابِ المستجيبين إلى آخره، ما ذكره الزمخشري ايضًا يُؤْخذ مِنْ فحواه ثوابُهم. وقوله واللهُ تعالى نفى الاستجابة مطلقًا ممنوعٌ؛ بل نفى تلك الاستجابةَ الأولى، لا يُقال: فَثَبَتَتْ استجابةٌ غيرُ حسنى؛ لأنَّ هذه الصفةَ لا مفهومَ لها؛ إذ الواقعُ أنَّ الاستجابةَ لله لا تكون إلا حُسْنى. وقوله: يصيرُ مُفْلَتًا كيف يكون مُفْلَتًا مع قول الزمخشري: كلامٌ مبتدأٌ في ذِكْر ما أعدَّ لهم؟ وقوله: وأيضًا فيوهِمُ الاشتراك كيف يُتَوَهَّمُ هذا بوجه من الوجوه؟ وكيف يقول ذلك مع قوله وإنْ كان تخصيصُ ذلك بالكافرين معلومًا فإذا عُلِم كيف يُتوَهَّم؟
والوجه الثاني: أن يكونَ: {للذين} خبرًا مقدَّمًا، والمبتدأ: {الحُسْنَى}، و: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ} مبتدأٌ، وخبرُه الجملةُ الامتناعيةُ بعده. ويجوز على الوجه الأول أن يكون: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ} مبتدأً، وخبره الجملةُ الامتناعية بعده، وإنما خصَّ بضرب الأمثال الذين استجابوا، لانتفاعِهم دونَ غيرِهم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}
{الحُسْنَى}: الوعد بقبول استجابتهم، وذلك مِنْ أَجَلِّ الأشياءِ عندهم؛ فلا شيء أعزُّ على المحبِّ مِنْ قبولِ محبوبه منه شيئًا.
أما الذين لم يستجيبوا له فلو أَنّ لهم جميع ما في الأرض وأنفقوه عَمْدًا لا يُقْبَلُ منهم، ولهم سوءُ الحساب، وهو المناقشة في الحساب، ثم مأواهم جهنم ودوام العذاب. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال الألوسي:
ومن باب الإشارة: {المر} أي الذات الأحدية واسمه العليم واسمه الأعظم ومظهره الذي هو الرحمة: {تِلْكَ ءايات} علامات: {الكتاب} [الرعد: 1] الجامع الذي هو الوجود المطلق: {الله الذي رَفَعَ السموات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} أي بغير عمد مرئية بل بعمد غير مرئية، وجعل الشيخ الأكبر قدس سره عمادها الإنسان الكامل، وقيل: النفس المجردة التي تحركها بواسطة النفس المنطبعة وهي قوة جسمانية سارية في جميع أجزاء الفلك لا يختص بها جزء دون جزء لبساطته وهي بمنزلة الخيال فينا وفيه ما فيه، وقيل: رفع سموات الأرواح بلا مادة تعمدها بل مجردة قائمة بنفسها: {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} بالتأثير والتقويم، وقيل: عرش القلب بالتجلي: {وَسَخَّرَ الشمس} شمس الروح بإدراك المعارف الكلية واستشراف الأنوار العالية: {والقمر} قمر القلب بإدراك ما في العالمين والاستمداد من فوق ومن تحت ثم قبول تجليات الصفات: {كُلٌّ يَجْرِى لاِجَلٍ مُّسَمًّى} وهو كما له بحسب الفطرة: {يُدَبّرُ الأمر} في البداية بتهيئة الاستعداد وترتيب المبادي: {يُفَصّلُ الآيات} في النهاية بترتيب الكمالات والمقامات: {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبّكُمْ} عند مشاهدة آيات التجليات {تُوقِنُونَ} [الرعد: 2] عين اليقين.
وقال ابن عطاء: يدبر الأمر بالقضاء السابق ويفصل الآيات بأحكام الظاهر لعلكم توقنون أن الله تعالى الذي يجري تلك الأحوال لابد لكم من الرجوع إليه سبحانه: {وَهُوَ الذي مَدَّ الأرض} أي أرض قلوب أوليائه ببسط أنوار المحبة: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ} المعرفة لئلا تتزلزل بغلبة هيجان المواجيد وجعل فيها: {أَنْهَارًا} من علوم الحقائق: {وَمِن كُلّ الثمرات جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثنين} وهي ثمرات أشجار الحكم المتنوعة: {يغشى وَهُوَ الذى} تجلى الجلال وتجلى الجمال: {إِنَّ في ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3] في آيات الله تعالى، قال أبو عثمان: الفكر إراحة القلب من وساوس التدبير، وقيل: تصفيته لوارد الفوائد، وقيل: الإشارة في ذلك إلى مد أرض الجسد وجعل رواسي العظام فيها وأنهار العروق وثمرات الأخلاق من الجود والبخل والفجور والعفة والجبن والشجاعة والظلم والعدل وأمثالها والسواد والبياض والحرارة والبرودة والملاسة والخشونة ونحوها، وتغشية ليل ظلمة الجسمانيات نهار الروحانيات وفي ذلك آيات لقوم يتفكرون في صنع الله تعالى وتطابق عالميه الأصغر والأكبر: {وَفِى الأرض قِطَعٌ متجاورات} فقلوب المحبين مجاورة لقلوب المشتاقين وهي لقول العاشقين وهي لقلوب الوالهين وهي لقلوب الهائمين وهي لقلوب العارفين وهي لقلوب الموحدين، وقيل: في أرض القلوب قطع متجاورات قطع النفوس وقطع الأرواح وقطع الأسرار وقطع العقول والأولى تنبت شوك الشهوات والثانية زهر المعارف والثالثة نبات كواشف الأنوار والرابعة أشجار نور العلم وفيها: {جنات مّن أعناب} أي أعناب العشق: {وَزَرْعٌ} أي زرع دقائق المعرفة: {وَنَخِيلٌ} أي نخل الإيمان: {صنوان} في مقام الفرق: {وَنَخِيلٌ صنوان} في مقام الجمع، وقيل: صنوان إيمان مع شهود وغير صنوان إيمان بدونه: {يسقى بِمَاء واحد} وهو التجلي الذي يقتضيه الجود المطلق: {وَنُفَضّلُ
بَعْضَهَا على بَعْضٍ في الاكل} [الرعد: 4] في الطعم الروحاني، وقيل: أشير أيضًا إلى أن في أرض الجسد قطعًا متجاورات من العظم واللحم والشحم والعصب وجنات من أشجار القوى الطبيعية والحيوانية والإنسانية من أعناب القوى الشهوانية التي يعصر منها هوى النفس والقوى العقلية التي يعصر منها هوى النفس والقوى العقلية التي يعصر منها خمر المحبة والعشق وزرع القوى الإنسانية ونخيل سائر الحواس الظاهرة والباطنة صنوان كالعينين والاذنين وغير صنوان كاللسان وآلة الفكر والوهم يسقى بماء واحد وهو ماء الحياة ونفضل بعضها على بعض في أكل الإدراكات والملكات كتفضيل مدركات العقل على الحس والبصر على اللمس وملكة على العفة وهكذا: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} بعد ظهور الآيات: {مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ} ولم يعلموا أن القادر على ذلك قادر على أن يحيي الموتى.